هل يفكر الطالب الكسول أكثر من المتفوق

Rouba الإثنين أغسطس 09, 2010 5:49 am

الــــــسلام عــــــليكم

هل يفكر الطالب الكسول أكثر من المتفوق؟ علمية إدارة الأعمال 16/08/2007 كتب جلال مراد:
نلاحظ ان الطالب المتفوق اقل تفكيرا من الطالب الكسول، الحقيقة ان الطالب الكسول يفكر بشكل اكبر من الطالب المتفوق ، ولكن نوعية الافكار وطريقة معالجتها وعدد الافكار التي تعالج بالوقت نفسه هي من الامور التي تختلف بين كلا الطالبين. ان الحصر، والتفكير الدائري، والقلق الناجم عن كثرة التفكير عند الطالب الكسول هي التي تقف حجر عثرة امامه، بينما تركيز الطالب المتفوق على المادة الدراسية، وتنظيمه لدفاتره وكتبه ومثابرته بشكل يومي على ان يمشي مع المنهاج يوما بيوم هي التي تقوده للتفوق، وهنا فان من الضروري ان تكون هناك استمارة والافضل ان تكون مكتوبة بالامور التي علي ان انجزها اليوم، ان فعل الكتابة يقوم بتحويل ما هو بالممكن الى ما هو بالفعل وهذا الامر بحد ذاته تعيين وتحديد يستجيب له العقل الباطن بشكل جيد. وتتحول بذلك الامور التي من المفترض ان اقوم بها من مجرد اوامر تأتيني من العقل الواعي الى اندفاعات خاصة بالرغبة ووجدانية منبعها العقل الباطن.

العصا السحرية
ان جدول الاعمال اليومية كما اشرنا سالفا هو جدول يمكن لنا ان نكتب عليه الاعمال التي علينا انجازها اليوم، وفقا للتسلسل الزمني وتسلسل الاولوية، وفي حال انجزنا امرا من هذه الامور نشطبه من الجدول وان لم نستطع ان ننجز امرا ما اليوم فاننا نجدوله للغد وان قضي امر استتبع امر آخر في المستقبل وعلينا ان نحدد في المستقبل اي يوم يمكن لنا ان نكمل انجاز هذا الامر مع اعلام الاشخاص المعنيين به والموعد الجديد. ان العقل الباطن يتجاوب بشكل جيد مع الامور المحددة اي التي نحددها بشكل تام لتكون لها بداية ونهاية، فعلى سبيل المثال ان كنت تريد ان تذهب للقاء 'سين' من الناس وتركت الامر على هذه الشاكلة دون ان تحدد موضوع اللقاء بشكل دقيق، ومن دون ان تحدد بداية زمنية للقاء، ونهاية له، فان العقل الباطن سوف لن يتجاوب مع هذا الامر بالشكل المطلوب، بينما لو انك حددت بشكل جيد موضوع اللقاء وبدايته في اي يوم واي ساعة، ونهايته في اي ساعة، فان العقل الباطن يقوم بترتيب الظروف المساعدة التي يمكن ان تتعاضد لكي تنجز المهمة. والامر سيكون في حال افضل ان سجلت هذا اللقاء على جدول الاعمال لديك.ان جدولة المهام تشبه العصا السحرية التي تجعل من الرغبات والواجبات واقعا محققا بعد ان تتعاون مع قوانين العقل الباطن.

الامتحان يدق الأبواب
في كثير من الاحيان تمر بنا اوقات تكون الاعمال والمهام التي علينا ان نقوم بها كثيرة ومتعددة لدرجة اننا نقع في مأزق مع الوقت ومأزق مع الطاقة لانجاز هذه الامور، وفي الوقت نفسه قد يكون لدينا الكثير من الوقت والطاقة في ايام اخرى لا تحتوي على اعمال او مهام كثيرة علينا ان ننجزها. الآن اننا نستطيع من المؤكد ان نتحكم بالمستقبل وبتلك الاوقات المضغوطة. اذ اننا نستطيع خلخلة الزمن المستقبلي وتحليل المهام الموجودة في المستقبل وتوزيعها على الفترة الزمنية بين المهمة المضغوطة والآن، وهكذا فاننا نستطيع تحويل الايام الخالية من الاعمال والايام المضغوطة فيها الى بعض الاعمال، وهذا يشبه القيام باجراء متوسط حسابي لقيمتين احداهما عالية والاخرى منخفضة. ان اجل الطالب كل يوم واجباته وفروضه ودراسته الى اليوم الثاني بحجة ان الامتحان لايزال بعيدا فانه بلا ادنى شك سوف يصاب بالرعب عندما يدق الامتحان على باب بيته، وهو في هذه الحالة سيشعر بالرعب لوقع خطواته القريبة، لكنه لو تحسب لهذا اللقاء واعد له العدة بيسر وتسلسل ومثابرة لما اصابه ما اصابه.

الفيلم الجميل
ان المكافاة كانت في الازمنة القديمة موجودة، ولها حيزها الاجتماعي فان اي انجاز يقوم به شخص ما كان المجتمع يحتفي بهذا الانجاز ويكافئه، ولكن في المجتمعات الحديثة نرى ان وشائج التواصل بين الافراد باتت واهية وربما ان كل شخص يشكل قارة بعيدة عن القارات الاخرى. لذلك فان مهارة مكافأة الذات من المهارات المهمة التي تزود الانسان بحافز اضافي للمضي قدما في انجاز مهامه ورسالته في الحياة، والحال ان المكافاة من الامور المهمة ايضا في مجال العمل فانها الحافز الذي يدفع الانسان لتقديم المزيد من العطاء، والمكافأة قد تكون مادية او معنوية، وفي كلتا الحالتين على الانسان ان يكافئ نفسه على الانجازات التي يقدمها ـ فبعضنا على الاقل سوف يكون في غاية السرور لو رمى كل هموم العمل والحياة خلفه ليشاهد فيلما ما في احدى صالات السينما.

من لا يعمل لا يخطئ!
ان كنت تريد ان تفعل امرا من الامور فافضل وسيلة لفعله هو ان تنجزه على الفور. ان الخط المستقيم اقرب طريق بين نقطتين فان وضح امر ما لك فعليك ان تقوم به. ان اكثر الامور التي تجعل الانسان يؤخر القيام بعمل من الاعمال هو الخوف من الوقوع بالخطأ، ولكن علينا ان نعرف ايضا ان من لا يعمل لا يخطئ وان خير سبيل لعدم الوقوع بالخطأ هو ان لا يعمل الانسان اي عمل، ان التسويف خوف مغلف بحجج منطقية وعلينا ان لا نسوف اي عمل من الاعمال ولكن علينا ادراجه في المخطط العام للاعمال التي لدينا والقيام به في وقته المحدد. ان تندم على شيء فعلته خير الف مرة من ان تتحسر على امر لم تفعله، هذا من الناحية السلبية، ومن الناحية الايجابية فان اي عمل تقوم به هو بوابة لاغلاق ملف ولنتيجة ستكون مهمة لك لانجاز مهامك المستقبلية .

غايات ومهام
عندما تسمع احد يقول لك لا اجد وقتا كي احك راسي فاعلم ان هذا الشخص لن يجد ايضا الوقت لكي يمشط شعره، وان هذا الشخص من البشر الذين يقضون جل وقتهم في تحقيق غايات ومآرب الغير، وان سالتهم ماذا تريد ان تفعل في حياتك او ما هي اهدافك الشخصية من الحياة فانه لا بد ان يصفن ويشرد ويهرش لحيته قبل ان يجيبك بشكل متردد ومتسائل وقلق. والحقيقة، ان هناك اربعة اصناف من الحالات التي تتضمن مهام متعددة لدى الاشخاص والمؤسسات على السواء:

1- مهام طارئة وضرورية
وهي تلك المهام التي تندرج وفق الاستراتيج ية المهمة للشخص اي التي تعبر عن اهدافه الحقيقية وهذه صفة الضرورية فيها، وهي طارئة اي يجب القيام بها خلال فترة محددة وقريبة. وهذا الصنف من المهام يكون في العموم نادر الوجود كأن يكون لدى الشخص مدة زمنية محددة لكي يقوم باستصدار جواز سفر لكي يسافر للعمل في موعد محدد، او ان يقدم اطروحته للتخرج خلال اليومين التاليين.

2- مهام طارئة وغير ضرورية
وهي تلك المهام التي لا تندرج وفق الاستراتيج ية المهمة للشخص، ولا تعبر باي حال من الاحوال عن الاهداف الحقيقية للشخص، ولكنها بطبيعتها طارئة، كان ينشغل الشخص في مهام صغيرة وليست محددة الهدف وتخدم الآخرين بشكل اساسي، وهنا في هذا الموقع يكون صاحبنا ذي الشعر الاشعث الذي لا يجد وقتا ابدا ومن امثلة هذه الحالة ان يتنقل الشخص من عمل الى آخر لمجرد البحث (دون هدف واع) من عمل الى آخر، او ان يدخل الشخص في مشاريع متعددة لمجرد ان عليه ان يفعل شيئا ما، او ان يتابع الجرائد الاعلانية بحثا عن شيء هو نفسه لم يحدده، او ان يغرق في تفاصيل لا تعنيه وليست من اختصاصه.

3- مهام ليست طارئة وليست ضرورية
هذه الحالة تصادف الجميع عند العطل الرسمية او عطلة نهاية الاسبوع، اذ ان الشخص ولاسيما اشعث الشعر ينتقل من حالة نشاط قصوى الى حالة من الفراغ التي لا يستطيع معها ان يفعل شيئا. والكثير من الاشخاص الذين يشبهون صاحبنا سالف الذكر تراهم يكرهون ايام العطل ويفضلون حالة الانشغال على الفراغ، وفي حقيقة الامر لا يستطيع ان يكون الانسان على الاطلاق دون مهام، فواقع الامر ان المهام غير الطارئة وغير الضرورية تتمثل في التجول في الغرفة او الانتقال العشوائي بالسيارة من مكان الى آخر او الضغط المستمر على جهاز الريموت كنترول والتنقل بين قناة تلفزيونية واخرى دون هدف محدد.

4- مهام ضرورية وليست طارئة
ان هذه الحالة هي الحالة المثلى للانتاج والابداع ايضا، اذ ان هذه الحالة تضع الشخص في وضع هادئ مركز وحساس، كما ان المهام تعبر عن الاستراتيج ية الحقيقية للشخص وتعبر ايضا عن اهدافه الشخصية وتجسد جميع رغباته واهدافه من الحياة، وان سألت احدا ما وهو في هذه الخانة عن اهدافه فسوف يجيبك باطمئنان ووضوح بانها تتلخص في تحقيق الامور 1 و2و3. ان الاستفادة من المهارات التي سقناها في مقالنا هذا تساعد الشخص على ان يكون باغلب وقته في هذه الحالة.
ان كل شخص منا قد يتناوب بين الحالات الاربع سالفة الذكر ولكن المكان الاكثر تواجدا فيه هو المكان الذي يعبر عن حقيقة المهام التي يقوم بها وعن حقيقة علاقته بالزمن والواقع. وكما هو واضح فان الحالة الرابعة هي الحالة المثلى والتي تعبر عن التحقيق الامثل للمهام الهادفة الى غاية تخدم القائم بها اي الشخص نفسه.
cat

لا تنسوا الرد