عذراً كثيراً..ياكتاب

صباح\مساءالخير قرأت هذا المقال في إحدى المجلات وأعجبني لذا أود طرحه لكم:جميعنا أو كل من يقرأ أو يملك أو يحرص على الكتاب .. يرغب في الاعتذار منك أيها الكتاب..
مع كل عام جديد تطلع علينا إحصائيات جديدة، آخرها كان ما نشرته إحدى صحفنا المحلية حيث اتضح أن متوسط قراءة الفرد في الولايات المتحدة الأمريكية- وهي ليست من الدول التي يمكن اعتبارها متقدمة في قراءة الكتب- هو أحد عشر كتاباً في العام.. أما في العالم العربي فمتوسط القراءة للفرد هو نصف صفحة.. ليس نصف كتاب بل نصف صفحة فقط، وهكذا يتأكد أننا من أقل الشعوب قراءة في العالم.. وأقل الشعوب اقتناءً للكتب بل إنّنا أقل الشعوب استهلاكاً للورق.
صحيح أننا نحتفي بك أحياناً من خلال معارض نقيمها لك، ولا يفوق عدد زائريك في المعرض مثلهم في أصغر معرض سيارات أو رخصة ملابس، وصحيح أنك تزين أغلب بيوت حديثي النعمة والأثرياء، وفي بعض المقاهي الجديدة إلا أن مكانك الحقيقي هو أرصفة بعض الأحياء الشعبية وأماكن اكتظاظ ركاب (الميكروباص) و (الهوب هوب) ولكن هل ينقذك هذا من الزوال والانقراض المحدق بك..؟!
لابد من أن نعترف بقيمتك وما قدمته لنا، فنحن أمة تفتخر بأدبها وشعرها.. بثقافتها المكتوبة والمدونة على رُقُم وجلود وأخشاب وملايين الأوراق.. لهذا كله سنقيم لك جنازة عظيمة ونتبعها بمأتم أكثر عظمة.. سندعو للجنازة كافة المبدعين والكتّاب والشعراء والباحثين.. أما الأموات فسوف نحرص على أن تصلك منهم برقيات عزاء وحِداد، خلال المأتم سوف نبث آخر ما توصلت إليه الأغاني الحديثة، وسنضع شاشة ليشاهد المشاركون في المأتم أحدث أفلام الأغاني، سنضع لك صورة في أهم مركز ثقافي وتمثالاً في أضخم ساحة .. لكن الأهم هو أننا سنقوم بتغطية نعشك بعلم.. لكننا لا نعدك بعلم أوروبي أو آسيوي.. فأبناء تلك الشعوب لم يقرروا بعد التخلص من كتبهم ودفنها والعويل على ذكراها.. هذا ما قررناه نحن.. نحن سندفنك يا كتاب وستصبح ذكرى.. لذا أكرر اعتذاري منك يا كتاب.. ولنا من بعدك الصبر والسلوان.. وداعاً!

حلو حلو حلو حلو حلو حلو
مشكووووووووووووووووووووووووووووورة يا نور